الجمعة، 5 فبراير 2016

- قصيدة / إيما / الجزء الثالث والعشرون / وائل العجوانى / مصر




قصيدة / إيما / الجزء الثالث والعشرون
للشاعر المصرى / وائل العجوانى
-1-
جسدكُ تجسيدٌ للفردوسِ الأعلى
وقصيدةُ شعرٍ قد خطتها أيادى المولى
أنهارُ نبيذٍ من عسلٍ
يعرُشها قمرٌ يتدلَّى
وحدائقُ فيروزٍ كبرى
يُسكرها الياقوتُ الأغلى
أجنحةُ الحُورِ ترفرفهُ
فيُحلِّقُ دوما للأعلى
-2-
جسدُكِ غاباتٌ من أفيونْ
تتدفَقُ أحلاماً وجنونْ
وفضاءٌ من حُسنٍ يأبى
أنْ يصبو إليهِ فضاءُ عيونْ
وعصورٌ من تبرٍ تطوى
برمالها .. آباراً وعيونْ
وحمائلُ أنسامٍ سبحتْ
بشفاهِ الوردِ وبالليمونْ
-3-
جسدُكِ إبحارٌ سحرىٌ
فى بحرٍ من ماءٍ أخضرْ
وعجيبةُ دهرٍ ثامنةٍ
من كل عجائبنا تسخرْ
دوَّخت العقلَ مع القلبَ
أرهقتْ المسكَ مع العنبرْ
وأطاحتْ بالقصرِ العاجى
وبالقنَّاصِةِ والمخفَرْ
-4-
جسدُكِ سنبلةٌ فى القلبِ
تتلاعبُ بخيالِ الشعراءْ
وضفيرةُ ضوءٍ سابحةً
مابينَ سماءٍ وسماءْ
وهديرٌ من لهبٍ يهدى
أرغفةَ الخبزِ إلى الفقراءْ
وغماماً من لبنٍ يأتى
بوعاءِ الحُلمِ إلى البسطاءْ
-5-
جسدكُ ترنيمةُ مُشتاقٍ
لبلادٍ لاتأتى أبداَ
وسبيكةُ عشقٍ تترائَى
كالشمسِ ولا تُحصى مَدداَ
أوراقٌ من زمنٍ أخضرْ
أغوارٌ تبتكرُ الأمداَ
تاريخٌ يُثقبُ ذاكرةً
ورفيفٌ يتسربلُ ورداَ
-6-
جسدُكِ طاغيةٌ لا يُسأَلْ
يضربُ بالسيفِ وبالمنجلْ
وجحافلُ نارٍ لا تهدأْ
تقتنصُ الماردَ والأعزلْ
يتعرى بثيابِ الحشمة
يتحشَّمُ فى عُرىٍ مُذهِلْ
لا ينظرُ لغنائمِ حربٍ
وبغيرِ البارودةِ يقتلْ
-7-
جسدكُ فردوسٌ إنسانْ
يُلغى خارطةَ الأحزانْ
ويفجِّرُ أنهاراً تجرى
تجرفُ أوديةَ النسيانْ
ويُؤرخُ بكتابِ الوجدِ
ناموساً يلدُ الأزمانْ
يتلوهُ الماجنُ والزاهد
تحفظهُ حتى الأغصانْ !
- قصيدة / إيما / الجزء الثالث والعشرون / وائل العجوانى / مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق