الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

((الحلقه العشرون والأخيره من قصة أحمد المظلوم)) عنوان الحلقه .... أتعبتنى الحياه ...(الجزء الثانى) بقلم سامح محمد حسن


~~~~~~~~~~((الحلقه العشرون والأخيره من قصة أحمد المظلوم))
عنوان الحلقه .... أتعبتنى الحياه ...(الجزء الثانى)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وبعد خروج أحمد وصديقه من الصلاه طلب منه صديقه طلب غريب
الطلب الغريب هو أنه قال له يا أحمد أود منك أن تعتكف معنا فى المسجد
فرد احمد عليه قائلا نحن لسنا فى أيام الإعتكاف ولا شهر رمضان
فكيف سنعتكف فقال له صديقه انا منضم لأناس طيبين جدا
وهم جماعة التبليغ والدعوه وهم يسافرون ويعتكفون ويدعون إلى الله
وذلك دون مقابل أو أى إلتزام بأى شىء
فقال له أحمد نعم سوف أتى معك فأنا حقا أحتاج التقرب إلى الله أكثر
وأيضا احتاج البعد عن الناس
وبالفعل ذهب أحمد معه للمسجد بعد أن أحضر بعض ملابسه وغطاء له
وبعد أكثر من أربعين يوما قام أحمد فيها بالصلاة
والتضرع إلى الله أن يرفع عنه ما ينزل به من إبتلاءات ويخفف عنه
خرج أحمد من المسجد وفى وجهه نور وتبدو عليه السكينة والرضا
ودخل أحمد على أمه الطيبة فاسترضاها
وقال لها سامحينى إن كنت قصرت فى حقك
فقالت له يا بنى انا لم أسخط عليك قط حتى أرضى عنك
غير أنى راضية عنك وربى شاهد أنك أحب أبنائى لى
وخرج أحمد يزور أصحابه ويقول لهم سامحونى
إن كنت قصرت فى حقكم فأنا حقا أحبكم
وذهب فى زيارة لأقاربه جميعا وهو فى حالة من السكينة
وبعد مدة قصيره أراد أحمد الخروج من المنزل للخروج مع أصدقائه
وأرتدى ملابسه فى أطيب صوره المعتاده وتعطر بعطره المميز جدا
وعند خروجه من الباب نادت عليه أمه وقالت له يا بنى لا تذهب
فقال لها أريد أن أذهب يا امى فأصدقائى ينتظروننى
فأصرت عليه فقال لها
سوف أذهب يا أمى حتى لا يغضب أصدقائى منى
والأم تشعر بحالة من الخوف عليه والقلق الشديد
وبعد أن خرج أحمد من المنزل عاد إليه مسرعا
ونادى على أمه وقال لها أنا أحبك يا أمى واعتذر لها
وقال سامحينى يا أمى فدعت له وقالت سامحتك يا بُنى
وخرج مرة أخرى من المنزل وذهب فى طريقه
وبعد وقت قصير نزلت إحدى الجيران لأم أحمد
وسلمت عليها وتناولوا الحديث
فقالت الجارة لأم أحمد
يا أم أحمد إن أبنائك من أحسن ما رأيت من الشباب
وخاصة أحمد لقد رأيته اليوم وهو أشبه بالعريس
والله ما مشى من طريق إلا وعلم الناس بأنه مَر منه
وذلك من عبير وطيب رائحته الذكيه
وبدأت المرأة فى الحسد والتكلم والأم قلبها يرتجف خوفا
وما أن انتهت تلك الجارة من كلامها إلا وأتى الخبر للأم الطيبه
أحمد وقعت له حادثه كبيره
لقد أرتطم بسيارة مسرعة و لكنه بخير
وازدادت الرجفة فى قلب الأم الحنون
وفاضت عيناها بالدمع
وأخذت تبحث عن باقى أبنائها ليأخذوها لترى أحمد
وبالفعل ذهبوا إلى إحدى المستشفيات
ووجدت الأم شباب كثيرون يبكون ومنهارون
فاضطرب قلبها اكثر وأكثر لكنها إمرأة مؤمنه وصامده
ما الخبر أخذت تسأل وتسأل ما بال ولدى كيف حاله
وهنا قال لها اصدقائه أهدئى يا أماه أحمد بخير
فقالت لهم الأم
لا إنه ليس بخير أنتم تكذبون
يالا قلب الأم الذى لا قلب مثله
فوضع الجميع رؤسهم فى الأرض
وأخذوا يبكون بكاء شديد
وبكت الأم وقالت لقد مات أحمد نعم مات أحمد
وأخذ الدمع يسيل من عيناها وهى ثابته مثل الجبل
ودخل إخوة أحمد عليه فى المستشفى
فوجدوه مستلقيا على ظهره
وقد شُجت رأسه بإصابة بالغه جدا ولكنه لا ينطق
فبكى إخوته وقالوا للطبيب ما الخبر ماذا حدث
قال لهم الطبيب لقد أتى فى حادث سياره كما ترون
ولقد توفى عند الوصول
فخرج إخوته يقولون لأصدقائه وهم يبكون ما الخبر
وماذا تعرفون فسقط بعض أصحابه مغشيا عليه
وقال البعض لقد كنا نسير فى الطريق
وفجأة أتت سيارة مسرعة جدا
وكان يقودها شاب بسرعه جنونيه ودخل فى مجموعتنا
وكان أحمد فى المنتصف فصدمته بقوه فسقط على الرصيف
واصتدمت رأسه بالحجاره وظل يقول لنا والله أتعبتنى الحياه
وظل يقولها ويرددها حتى وصلنا للمستشفى
ثم ذكرناه بالله فقال لا إله إلا الله وفارق الحياة بعدها
مات أحمد الشاب الشهم الشجاع
مات أحمد الشاب الذى رفض الخيانة
مات أحمد الذى كان يحن على الجميع
مات أحمد وماتت معه قلوب كثيره
وفى اليوم التالى صلوا عليه صلاة الجنازة
وكانت فى موكب كبير جدا من الناس
وسط إنهيار لأقاربه وأصحابه ومعارفه
الكل يبكى حزنا عليه ومودعين له
رحمة الله عليك يا أحمد يا من زرعت الحنية فى قلوب الناس
وعلمت الناس معنى الرجولة والشهامة والوفاء
مات أحمد وها هى ذكراه بيننا نتخذ منها العبرة والموعظه
تلك هى النهاية يا ساده
قال تعالى كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم ...صدق ربى
وإنا لله وإنا إليه راجعون....
اللهم أحسن ختامنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا
......وإلى هنا انتهت القصه أتمنى أن نستفيد منها ونعلم أن الحياة أقصر من
أن نظلم فيها أحدا أو أن نبتعد فيها عن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كتبها /سامح محمد حسن على حراز ....من واقع الحياة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق