السبت، 28 نوفمبر 2015

مقال .......العقل والقلب // أ . أحلام الحسن

العقل والقلب // أ . أحلام الحسن ( إحدى مقالاتي بجريدة صدى مصر )
الأدب رسالة ٌ و فن
لكلّ أديبٍ رسالةٌ استراتيجية لرؤاه في أدبياته ، على حدٍ سواء إيجابًا أو سلبًا ، و تتنوع تلك الرؤى ..
الأدبُ رسالةٌ تقوم على أعمدة ، منها فن رسم الحرف ، و اللغة المتقنة ، و الهدف المرجو من وراء الحرف ، و مدى تحقيق ذلك الهدف ، كما أنه أخلاقٌ أدبية راقية أو العكس ، فرسم العبارات في أكمل صورة ٍ ، و إيصالها في العدد المعقول من العبارات فنٌ يحتاج لفنانٍ مبدع ، فالإسهاب المملل منفرٌ للقارئ ، و قد يشوش له ذهنه من التكرار .
و بما أن الأدبَ فنٌ يرسمُ لوحته الفنية الشّاعر أوالأديب ، يحاول جادًا إبرازها كأجمل ما تكون اللوحة الفنية ، يُخاطب فيها العقل .. الوطنية .. العاطفة .. ومشاكل المجتمع ، بإسلوبٍ مشوّق ٍ لذيذ ، أكثر مما عليه المقال العادي ، أو خطاب السّرد العادي ، فهي محتويات أفكاره ، فالريشة قلمه ، و الألوان حروفه ..
و الأدبُ من أصعب الفنون ، فالرّسام يستطيع أن يرسم كافة اللوحات بيده .. بينما الأديب لا يستطيع إلا اللوحة التي بفكره و قلبه ، فصناعة اللوحة الأدبية هي ذات فكره ، وهنا يكمن الفرق الواسع في بواطن الفكر ، فكلّما كان هذا الفكر رزينًا و هادفًا ، كلما ازداد الثراء الأدبي المبدع ، و آتت كلماته ثمارها ، فالأدبُ وسيلة إعلامية كبيرة ، لا يستهان بها مطلقا .
فالأديب الإيجابي هو الذي يحمل على عاتقه متاعب الأمة ، آلامها ، أفراحها و أتراحها ، و لا ينسى عاطفتها ، لما لها من أهمية كبرى في توازن الإنسان .
الأديب النّاجح هو الذي يعرف رسالته الأدبية حقّ المعرفة ، فلا يثنيه عنها شيء ، يقارع الفساد الإجتماعي ، و يثري الأدب بما هو مفيدٌ للمجتمع ، و هاهو التأريخ و الواقع أمامنا ، فكمٍ قصيدة ومقالة ٍ أزاحت شحناء ، و كمٍ مقالة وقصيدة قد أولدت بغضاء ، لأنها تلامس العقل و القلب .
كما لا يخفى على المدرك أنّ للأدب حُرمة ، و للناس حُرمة ، و للأعراض حُرمة ، و للأخلاق حرمة ، فلا ينتهكها القلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق