الثلاثاء، 5 يناير 2016

نص حزين محمد الزهري


نص حزين
و في إحدى المساءات الباردة...... قابلتها..... كانت ترتجف أوصالها...... كنت ذاهب كعادتي في وحدتي أجالس المساء..... كانت هى كذلك وحيدة...... تشعر ببرودة جعلتني ارتعد...... اقتربت منها هامسا....... سيدتي..... هل لي أن أساعدك ؟!....... نظرت إلى و يا ليتها ما كانت تنظر...... عيناها حدائق خضراء مغسولة بالمطر...... ما كل هذا المطر المتساقط من عينيك سيدتي ؟!......هكذا قلت في نفسي....... خلعت معطفي و أعطيته لها...... عسى أن يمنحها بعض دفء........ قلت لها سأجلس هنا بالجوار و لن أزعجك....... و جلست وحدي...... أناجي قمر السماء...... و أرد على أسئلة النجوم...... و أتسائل عن حبيبتي التي وعدتني الأقدار بلقائها كما أخبرتني العرافات...... و ككل مساء...... أعود بأسئلتي كما هى دون أجوبة....... في هذه الأثناء....... سمعت همسا باكيا....... إنها هى تلك الفتاة الوحيدة الباردة الأوصال..... كانت تقول...... الآن....... تهيج الذكريات داخلي .......مخلفة برودة غيابك عني...... تجمدت أوصال فكري...... أين أنت يا من كنت تمنحني دفئا بأنفاسك العطرة...... غابت أنفاسك عني....... لم تترك سوى ذكرى باردة...... تحدثني تارة أنك لم تتواجد أو تمر من هنا....... رغم أن الشتاء كان أجمل مواسمنا معا....... الآن غربة و رحيل....... برودة و صقيع و دموع ساخنة...... تمتص من جسدي الحرارة الباقية........ ليتجمد جسدي و أصير بلا حراك إلا من تلك الذاكرة الممتلئة بك....... أيها المساء....... أيها القمر الجميل...... هل لي أن أهبكم ذاكرتي....... لتمنحوني سلاما دافئا....... فعاشقي كما كان يدعي...... رحل و لن يعود...... فلا فائدة من الذكريات غير ذلك الحنين البارد و الشوق الذي يستدعي من عيوني الدموع...... أواه يا قلبي...... يا ويلي.... يا ويلي...... سأظل رهينة كذبة صدقتها....... خلفت في أحشائي ذاكرة مزعجة.......... و دخلت في نوبة بكاء عميق....... جعلت الدموع من عيني تفيض...... اقتربت منها و معي المنديل...... كفكفي دموعك يا فتاة...... فكهذا حال الأنقياء........ كفكفي دموعك و استدعي من داخلك قوى الابتسام........ فلا زال بالدنيا عشق و وفاء........ و ذلك الكاذب سحقا له....... و قلبك هذا قد يقدر له....... عاشق آخر بصدق إحساسه...... يمنحك دفئا تشعرين به........ و تلك الذاكرة المثقلة .......ستطرد من داخلها أوجاعها....... ليحل مكانها ذكرى عشق مستمر يسعدك........ نظرت إلى بإبتسام....... قالت أشكرك أيها الشاب الهمام.......... قامت من مكانها........ و خلعت معطفي مع كلمات الثناء......... قلت لها احتفظي به....... فبرودة الجو لن ترحمك....... خاصة و يسكن داخلك برودة رحيل عاشقك...... ابتسمت لي...... ..قالت سأنتظرك هنا غدا مساء....... في نفس ذلك الميعاد....... لأرد لك معطفك....... و أشكرك على تعاطفك........ و تركتني و مضت......... و انشغل عن القمر.......... كأنه يتابعها في مسيرها ..........و غمزت لي إحدي النجمات........ و بابتسام قالت....... قد تكون هى .......من كان يبحث عنها نبضك......... لذت بالصمت و بطريقي مضيت......... على أمل اللقاء....... في مساء الغد في نفس الميعاد
محمد الزهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق