الجمعة، 4 ديسمبر 2015

قصيدة \ تبَّتْ يداك !! للشاعر المصرى \ وائل العجوانى

قصيدة \ تبَّتْ يداك !!
للشاعر المصرى \ وائل العجوانى
تبَّتْ يداكْ ..
أما شبعتَ من التَّسوُّلْ ؟!
أما شبعتَ من الخضوعِ ..
ومن ملاحقةِ التَّرهُلْ؟
كفَّاكَ خُلِقا لكى تشقَّ الصخرَ..
يامَنْ بسطتهما لتسألْ !
لِمَ رضيتَ بأنْ تكونَ الرأسُ
خِرقاً كالحِذاءْ !
لِمَ رضيتَ بأنْ يكونَ الداءُ
سجناً للدواءْ
واللهُ خلقَ الأرضَ تجرى
والسماءَ بلا رداءْ
ماذا دهاكْ .. ؟
مازلتَ تسمنُ من فتاتِ النومِ
كالخنزيرْ ..
والطيرُ يقتنصُ السنابلَ
والصقورُ على خرائطها تُغيرْ
وأنت تركضُ كلَّ يومٍ واقفاً
لكأنما تخشى أنوفكَ أن يضمخها العبيرْ !
ماذا دهاكْ ..

فى كلِّ يومٍ يسلخونكَ بالمزاودِ
كالبهائمْ ..
فى كلِّ يومٍ يعصرونَ النهدَ منكَ
وأنت حالمْ
لم يظلموكَ وإنما أنتَ الذى عشقَ المظالمْ!
ماذا دهاكْ ؟ ..
لا زلتَ تشكو ..
كأنما الشكوى عبادةْ
ومع مرورِ الوقتِ ..
أضحى الدمعُ عادةْ
من قال إنَّ اللهَ يرضى لعبدهِ
عفنَ الوسادةْ !
ماذا دهاكْ ؟..
ما زلتَ تحملُ فوقَ ظهركَ
كوكبينِ من الرمادْ
ونسيتَ أنَّ الثأرَ شرفٌ
والرجولةُ كالزِّنادْ
وجلستَ تحفرُ تحتَ قدمكَ
كى تنامَ بقبرِ (عادْ )!
بصقتْ بعينيكَ المرايا
وتخالُ أنَّ البصقَ طُهرْ
وطفقتَ تزنى بالمياهِ
والماءُ لايرضى بعهرْ
أما تعبتَ من ( المجارى )
أوليسَ بعدُ العسرِ يُسرْ !
تبَّتْ يداكْ
أصبحتَ تجلسُ كالإماءِ
بكلِّ حانةْ ..
ونسيتَ أنّ العرىَ
قَدْحٌ بالأمانةْ
وبأنَّ دينَ اللهِ
لايرضى الإهانةْ
يا أيها الوطنُ الذى
مدَّ اليدينِ لكلِّ نذلْ
لازلتَ شاباً أمرداً
وتُريدُ أنْ تحيا ككهلْ
بحرُ العلومِ بحاجبيكِ
ويعيثُ فى الأعماقِ جَهلْ !
جزء من \
قصيدة \ تبت يداك \ وائل العجوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق